ميتافيزيقا السُّؤال
دربة الاستفهام عن الوجود في زمانيَّته ولا زمانيَّته
محمود حيدر
مفكِّر وأستاذ محاضر في الفلسفة والإلهيَّات – لبنان.
ملخّص إجماليّ
تستهدف هذه الدراسة التعرُّف على ماهيَّة السؤال في مسرى الاستفهام عن الظاهر والمحتجب في الوجود. ذلك يفترض الكشف عبر السؤال عن ضربين من الزمان الوجوديّ: أوَّلهما يسأل عن زمن الأشياء والماهيَّات، وثانيهما عن عالم فوق زمانيٍّ هو عالم الغيب المطلق. ولا ريب في أنَّ هذا الاختبار التأويليَّ ينطوي على مشقَّة ولطف في آن.. ذلك بأنَّه يضمُّ عناصر متداخلة لا تتوقَّف مفاعيلها على الاستفهام عن الشيء وشيئيَّته، أو على الإنسان بما هو كائن متفرِّد ينطق بالسؤال، ولا كذلك عن سرِّ الوجود المطلق.. وإنَّما أيضًا وأساسًا على السؤال نفسه بما هو سؤال. ذلك يعني أنَّنا بإزاء مقول ميتافيزيقيٍّ يجاوز ما ذهبت إليه الأرسطيَّة في تعريف الفلسفة «بكونها عبارة عن أسئلة، الأصل فيها دهشة الإنسان بالظواهر التي تحيط به».
لكنَّ السؤال الذي سنمضي إلى الإعتناء به هو على شأن آخر أكثر شمولًا وإحاطة. فإلى كونه سليل الدهشة في ظاهرها واستتارها- أي أنَّه يسأل عن الشيء وعن حقيقة الشيء- يسأل عمَّا يحتجب وراء هذه الحقيقة ويكون سببًا لتلك الحقيقة في الآن عينه. بهذه المنزلة من الاعتبار يصبح السؤال نفسه ظاهرة مكوِّنة للوجود الإنساني، بل الظاهرة الأكثر هولًا وإدهاشًا في اختبارات العقل وبديهيات التفكير.
* * *
مفردات مفتاحيَّة: الزمان- الَّلازمان – الكينونة – السؤال والجواب – الوجود الَّلامتناهي – السَّرَيان الجوهريّ – الماهيَّة والهوّيَّة.
لتصفح المقالة: