اللُّغة في سؤالها الأنطولوجيّ
إلى أيِّ حدٍّ يُطابق إسم الشيء ماهيَّته؟
لبنى الكوكي
باحثة في الفلسفة ـ كلية العوم الإنسانيّة والفلسفيّة ـ تونس.
ملخَّص إجماليّ
يعود البحث في نشأة اللّغة إلى العصر الإغريقيِّ الأوّل حيث شاع تساؤلٍ جوهريٌّ مفادُه التالي: هل يعبِّر الاسم عن حقيقة الشيء المسمَّى به.. ثم بأي ضربٍ من التعبير: بالطبيعة أم بالتواطؤ؟
عمل الإغريق على تحقيق هذا السؤال والإجابة عليه بتنظير فلسفي جاوز التوقعات النحوية والصرفية المألوفة نذكر في هذا الصدد ما قدمه هرقليطس حيث جاءت إجابته على السؤال المشار إليه. على النحو التالي: إنَّ الأسماء تدلُّ على مسمَّياتها بالطبيعة لا بالاصطلاح، وقد سمِّيت من قبل الآلهة نفسها. وعلى العكس من ذلك اعتبر ديمقريطس أنَّ أصل الُّلغة تواطؤ واتفاق بين البشر. كانت حجَّته في ذلك أنَّ الشيء الواحد يمكن أن يقْبل الكثرة من المسمَّيات المتبدِّلة والمتغيِّرة. وقد ظلّت هاتان النظريَّتان على حدِّ تعبير محمد الأنطاكي تتجاذبان الفلسفة الُّلغويَّة عند الإغريق طوال تاريخهم.
لم يكن الفلاسفة المسلمون بمنأى من هذه التجاذبات. فقد بحثوا – مَثَلُهم في ذلك مَثَل الفلاسفة الإغريق واليونان- عن أصل الُّلغة، وكيفيّة تكوُّن الألسُن وتطوُّرها، وعلقت بهذه المسألة قضايا جوهريّة نجم عنها استفهامات أساسية أخرى عديدة من بينها «قضيَّة خلق القرآن»، وعلاقة «الُّلغة بالفكر»، وغيرها من المسائل المهمّة.
* * *
مفردات مفتاحيَّة: أنطولوجيا الُّلغة – الفارابي – الرازي – الشهرستاني – ابن جني – ابن فارس – المدرسة الاشتقاقيَّة – التوقيف – المحاكاة.
لتصفح المقالة:
ilmolmabdaa علم المبدأ