المنطق الغائم ودوره في تأسيس الذكاء الإصطناعيّ
رؤية تحليليَّة أبستمولوجيَّة
ناصر هاشم محمد
أستاذ المنطق وفلسفة العلوم في كليَّة الآداب/جامعة أسيوط – مصر
ملخّص إجماليّ
أحدَثَ ظهور المنطق الغائم انقلابًا خطيرًا في مبادئ الفكر الإنسانيِّ، والعلم الحديث على المستويين العقلانيِّ والتطبيقيِّ، وأزاح ظهوره بعض المفاهيم التي وُصِفت بالمطلَقة والحقيقيَّة والثابتة، كالحتميَّة، واليقين والضرورة، والسببيَّة، وحلَّت بدلًا منها مفاهيم الَّلاحتميَّة، والَّلايقين، والإمكان، والاحتمال، والنسبيَّة. مثل هذه تلك المفاهيم هي التي ستغيّر منهج ونتائج التفكير في القضايا العلميَّة والواقعيَّة، وأحكام العقل عليها، فلم يعد هناك قضايا توصف بالصادقة أو الكاذبة المطلَقة.
تُعدُّ علوم الحاسوب، وعلى رأسها الذكاء الإصطناعيُّ، أكثر العلوم تأثرًا بهذا المنطق حتى أصبح أكبر أسُسها وركائزها. فقد مكَّن المنطق الغائم الذكاء الإصطناعيَّ من التعامل مع الغموض، والتعقيد، والحقائق الرماديَّة التي أصبحت ملازمة للظواهر الواقعيَّة، الَّلايقين وهو السِّمة الأساسيَّة للمعرفة المعاصرة. كما أطاح هذا المنطق بقانون الثالث المرفوع الذي كبَّل العقل الإنسانيَّ قرونًا طويلة. ولقد ساعد المنطق المشار إليه علماء الذكاء الاصطناعيَّ في معالجة غموض الُّلغة الطبيعيَّة، وتمثيل هذ الغموض من خلال استخدامه للمتغيّرات الُّلغويَّة والعدديَّة، والتعامل مع البيانات الضخمة، ومعالجتها، وتخزينها، كما ساهم في وضع قواعد للنُّظم الخبيرة، فأصبح قلب الذكاء الإصطناعيِّ بما يشمله من أنساق الصوريَّة، وجعله عمليَّة الاستنباط المحوريَّة.
* * *
مفردات مفتاحيَّة: المنطق الغائم – الذكاء الإصطناعيّ – تمثيل المعرفة – النُّظم الخبيرة الُّلغة الطبيعيَّة – الأنساق الصوريَّة.
لتصفح المقالة:
ilmolmabdaa علم المبدأ