جدليَّة الموت والانبعاث في الخطاب الصُّوفيّ
بحثٌ في الدَّلالات والأبعاد
نور الدين المكشر
باحث وأستاذ جامعي- تونس
ملخص إجمالي:
يشفُّ التراث الصُّوفيُّ، العمليُّ والنظريُّ، عن الحظوة الّتي نالها «الموت» لدى أهل العرفان. ولا يذهبن في اعتقاد القارئ الكريم أنَّ «الموت» الذي خاض فيه الصُّوفيَّة هو الموت الطبيعيُّ بصفته نهاية الحياة، وإنَّما هم وضعوا تصوُّرًا مختلفًا اصطلحوا على تسميته «الموت الاختياريّ» (Elective death)، وهو حال يكابده السَّالكون أثناء تجاربهم الرُّوحيَّة، ولا بدَّ منه لكلِّ سالك يروم معانقة المطلق والتَّحقُّق بمقام الأنس.
الموت الاختياريُّ لدى أهل التصوُّف ليس نهاية الحياة وانعدام الوجود، وإنَّما هو طقس عبور إلى حياة أخرى، إلى عالم آخر، إنَّه موت من رحمهِ تنبعث حياة جديدة لا تُدرك إلَّا بالمعاناة.
ألم يقل الحلَّاج (ت309 ه) وهو يستشعر قرب الأجل:
اقْتُلُونِي يَا ثِقَاتِي…إِنَّ فِي قَتْلِي حَيَاتِي
وَمَمَاتِي فِي حَيَاتِي…وَحَيَاتِي فِي مَمَاتِي.
وعلى النهج نفسه سار ابن عربي( ت638ه ) في اعتبار الموت حياة:
لاَ تَظُنُّوا المَوْتَ مَوْتًا إِنَّهُ…لَحَيَاةٌ هِيَ غَايَاتُ المُنَى.
وعليه، سنهتمُّ في هذا المقال بتفصيل ما ورد مجملًا أعلاه.
* * *
مفردات مفتاحية: الموت – الإنبعاث – الخطاب الصوفي – الحلاج – إبن عربي – الموت الإختياري.
لتصفح المقالة:
Open Book